السبت، 14 فبراير 2009

إنـــــا لله وإنـــــا إلــيـــــــه راجــــعـــــون



مر العام الدراسي وجاء العام الجديد وإلتقيت بكل صديقاتي وزميلاتي ماعدا واحدة لعلها تكون بخير ومر الشهر وراء الشهر ولم تأتي الي الجامعة وتمنيت ان يكون المانع خير فقد تكون تزوجت وتركت الدراسة مثلا ودارت علامات استفهام كثيرة في رأسي حول امتناع الصديقة عن الحضور للكلية وخاصة انها كانت طالبة متفوقة وبعد شهور قابلت زميلة لي اخبرتني بشىء كان بمثابة لإجابة على كل تساؤلاتي فقد اخبرتني انها قابلت صديقتنا الغائبة منذ شهور وقد غلب على ملابسها بالكامل اللون الاسود وأيقنت بعدها ان سبب تغيبها ربما لحالة وفاة حدثت في اسرتها فذهبت لاتقدم لها بالعزاء خاصة واني كنت لا اعلم بما حدث لها الا من فترة قريبة جدا وبالطبع سألتها عن الشخص الذي توفى عندها فأخبرتني وبنبرة صوتها يملأها كثير من الحزن والاسى : انه اخي انقلبت به السيارة وهو في طريقه الي عمله منذ اسبوع حيث ان السائق كان مسرعا جدا والجو كان لا يلائم تلك السرعة
* فقلت : ياله من حادث أليم ومأساوي جدا البقاء لله ولكن مالذي جعلك تتغيبين كل هذه الفترة عن الجامعة خاصة قبل وفاة اخيك
- فأجابتني : إن ابي هو الاخر توفي في حادثة العبارة (السلام) حيث انه كان مسافرا منذ ثلاث سنوات في الخارج وقرر العودة والاستقرار معنا فى البلد الا انه غرق فى حادث العبارة
* فقلت لها :البقاء لله ادخله فسيح جناته .وسألتها وما حل بوالدتك بعد وفاة أبيك وكيف حال معيشتكم ؟ فقالت والدموع تذرف من عينيها: أمى الله يرحمها كانت مسافرة البلد لزيارة جدى وجدتى ولكنها توفت فى حادث تصادم القطارين فكانت صدمة بالنسبة لى ولم أجد أى كلمة اواسيها بها فتذكرت ان لها أخت صغيرة فقلت لها ربنا يتولاكى أنتى وأختك الصغيرة خلى بالك منها فقالت بصوت مخنوق من كثرة البكاء الله يرحمها توفت منذ شهرين فى المستشفى فهى كانت مريضة بالسرطان فسكت وأنا محرجة جدا وتمنيت أن الأرض تنشق وتبلعنى ياليتنى ما كنت ذكرتها باحد منهم فلو كنت اعلم ذلك ما كنت نطقت بولا كلمة ولكنى تذكرت أخيرا أن لها أخ يكبرها ورايته منذ فترة قليلة يمر من أمامى فقلت لها بصوت منخفض ربنا يخليلك اخوكى وربنا معاه البركة فيه هو دلوقتى فكيف حاله هو الاخر ؟ فردت بصوت حزين وهى تتنهد أين هو أخى ؟فقلت اتوفى هو الأخر ؟فقالت لا ولكنه قبض عليه من يومين وهو خارج من المسجد بعد صلاة العشاء وعرفنا أن هذه إجراءات قانون الطوارىء ولا نعلم أين مكانه ومتى سيخرج فجلست أفكر كيف تعيش هذه الغلبانة ومن يتكفل بها فتذكرت أن خالها رجل أعمال ولديه ما يكفى لإعالتها بجانب أسرته فسألتها وفى الفترة القادمة أتعيشين مع خالك فى القاهرة فردت وهى تتنهد إن خالى ترك البلد وهرب بعدما كشف الجهاز المركزى للمحاسبات ذمته المالية وإتهمته بسرقة المال العام فخاف خالى من السجن والفضيحة وسافر الى الخارج هو واسرته فأنبت نفسى على أسئلتي التى كادت أن تكون سخيفة تذكرها بالذكريات الاليمة ولكنى كنت اريد الاطمئنان عليها فحسب فوقفت من على الكرسى الذى كنت أجلس عليه وقلت لها على العموم البقاء لله بكرة إن شاء الله تتزوجى ويلهمك الصبر والسلوان فقالت امتى ومنين انتى عارفة الشقة والعفش ومصاريف الزواج دلوقتى تكلفنى كام فخطيبى عندما فكر وحسبها ولقى نفسه مش هيقدريكمل رجع لى الدبلة وقالى ان شاء الله تلاقى حظك مع الاحسن منى وساعتها انتابني شعور كبير بالاحراج منها واستأذنت لاترك المكان ولسان حالي يقول (إن لله وإن إليه راجعون)

نوفمبر 2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق