السبت، 14 فبراير 2009

نــــــــص ضـــحـــــكـــــة


استيقظت من نومي صباحا لامارس حياتي اليومية وكعادة كل يوم ارتديت ملابسي واستعديت للذهاب الي عملي وما ان نزلت الي الشارع حتى وجدت الناس مبتسمة والهدوء يخيم علي المكان فاندهشت ولكني لم استمر في اندهاشي
فلماذا لا يضحك الناس وهم يعيشون في رفاهية ورخاء فالفرد في وطننا هذا منذ استيقاظه صباحا وحتى نومه مساء وهو يستمتع بكل دقيقة تمر في حياته
فالفرد منا يستيقظ صباحا على صوت تغريد العصافير وليس على الضوضاء والضجيج والمشاكل والكل فى هذا البلد يقوم بعمله على أكمل وجه وفنرى موظفى المصالح الحكومية يقومون باعمالهم فى جدية ونشاط ولا حل كلمات المتقاطعة ولا فوت علينا بكرة يا سيد بل بالعكس الكل يعمل فى خدمة مصالح الناس ديه غير العسل اللى بينقط من لسانهم بناء على هذا تكافئهم الدولة وتمنحهم الرواتب العالية بالإضافة الى الحوافز والمكافأت حتى إن دخل الفرد يكفيه ويغطى احتياجاته بل ويدخر منه أيضا وهذا طبعا فى ظل الانخفاض الرائع فى الأسعار الذى نلمسه يوما بعد يوم كما تفضلت الحكومة مشكورة بدعم المواطنينبوسائل النقل تيسيرا عليهم حتى قضت نهائيا على مشكلة الزحام فالشوارع هادئة جدا والمواصلات سهلة ومتاحة فى كل وقت وفى أى مكان ومفيش حد بيتخانق منها ومن جهة أخرى فقد طورت الدولة التعليم واعتنت به عناية فائقة حتى ظهر لنا نوابغ وعلماء فى البلد وإختفت ظاهرة الفشل فى التعليم والمناهج الصعبة فالكل مستوعب وفاهم وناجح ونحن طبعا لا نأمل غير ذلك! وقد تدخلت أيضا وسائل الإعلام فى إسلوب التربيةوالتعليم وطورت من نفسها جدا حتى أصبح الفيديو كليب الأن له دور هادف وبناء فى تنشئة الجيل الجديد وأصبحت مدارس ماريا نموذج يقتدي به في ظل تطور التعليم وأصبحت مطربات الفيديو كليب قدوة حسنة جدا ونموذج ناجح لنشأة الشباب أصحاب العقل الكبير المتطور والدماغ العالية
وبعد هذه الرفاهية والتطور وانتهاء المشاكل تماما من حياتنا هل مازلنا نندهش عندما نرى الناس مبتسمة في الشوارع ؟ ولما لا؟! والدولة موفرة لهم كل شىء جميل ويسير وهذا ما نلمسة في المرافق العامة النظيفة الجيدة والشوارع السليمة فلا توجد منطقة واجدة نائية في هذه البلد , فالمياه والكهرباء والصرف الصحي والجدمات كلها متوفرة حتى وسائل الترفية اصبحت اكثر شىء في البلد
وده كله كوم والحب والصدق والتسامح اللي مالي قلوب الناس من ناحية بعضهم كوم تاني .
العالم كله مندهش هل تحققت مدينة افلاطون المثالية التي كان يحلم بها؟ولماذا يندهش ؟؟ فها هنا نحن امام العالم نموذج يدل على منتهى الرخاء والمثالية فلا عجب الان فالكل فى بلدنا يلهو ويمرح ويضحك ولكن ... نص ضحكة!!

مايو2005

شــبـــاب يــــــشرح القـــلـــب



الشباب هم الدعامة الاساسية التي يرتكز عليها تقدم وازدهار المجتمع ولذلك نجد الشباب في بلدنا متميزيين جدا في كل شىء ان كانت بنت او ولد نعم العلم والاخلاق فنجد البنات في مجتمعنا هذا محتشمات جدا لاقصى حد واصواتهم هادئة منخفضة سواء في الكلام او فى الضحك واكيد طبعا الدخول والخروج من المنزل بمواعيد وباستئذان لان مجتمعنا ملتزم جدا جدا فهو لا يسمح بدخول الفتاة لمنزلها قبل الفجر أو نصف الليل على الاقل وهذا عند العائلات المتشددة
ويجب علينا ان نعلم جيدا ان خروج الفتاة من منزلها يكون لهدف نبيل تسعى لتحقيقه وليس لتضييع الوقت أو التسلية أبدا
فالبنات فى مجتمعنا يستغلون اوقاتهم فى الاشباء المفيدة التى تعود عليهم بمنفعة حتى اصبحت النساء الان فى ظل العولمة والانفتاح تعملن اكثر من الرجال فقد اثبتت المرأة وجودها فى المجتمع وكادت البنت تشقى وتتعب وتكسب من عرق وسطها (أأأقصد جبينها !!) وحينما تكون هذه الوجهة المشرفة للبنت فى الوضع الراهن (على واحدة ونص) فما بالكم بشاب فى ظل هذا المجتمع المتمدن جدااااااااااااا
فهاهم رجال المستقبل يكافحون ويجتهدون ليلا قبل نهارا متفانين فى عملهم حتى ظهرت مؤخرا ظاهرة غريبة جدا وهى اعلان المقاهى إفلاسها نظرا لعدم وجود زبائن لها ,حتى النت لغة العصر تركوه (ياحرااااااام!!) لعدم وجود وقت فراغ لديهم يقضونه امامه فقد أهملوا الشات ونسوا الإيميلات والمززات
وفى ظل هذا الوضع الملىء بجدية والنشاط نظرا لان الكل يعمل كخلية نحل فقد أصبحت الشوارع هادئة خالية من تجمعات الشباب على نواصى الشوارع ولا يوجد معاكسات ولا نظرة كده ولا تحرش كده الكل يسير فى حاله حتى يعود الى منزله قرب طلوع النهار ليستريح من كثرة السهروالارهاق التى هى طبعا من متطلبات اتقان (العمل!!)
حتى يصبح المجتمع دائما فى تقدم وإزدهااااااااااااااااااار
بذمتكم.. مش شباب يشرح القلب ؟؟؟!!!!!!!

أغسطس2005

إنـــــا لله وإنـــــا إلــيـــــــه راجــــعـــــون



مر العام الدراسي وجاء العام الجديد وإلتقيت بكل صديقاتي وزميلاتي ماعدا واحدة لعلها تكون بخير ومر الشهر وراء الشهر ولم تأتي الي الجامعة وتمنيت ان يكون المانع خير فقد تكون تزوجت وتركت الدراسة مثلا ودارت علامات استفهام كثيرة في رأسي حول امتناع الصديقة عن الحضور للكلية وخاصة انها كانت طالبة متفوقة وبعد شهور قابلت زميلة لي اخبرتني بشىء كان بمثابة لإجابة على كل تساؤلاتي فقد اخبرتني انها قابلت صديقتنا الغائبة منذ شهور وقد غلب على ملابسها بالكامل اللون الاسود وأيقنت بعدها ان سبب تغيبها ربما لحالة وفاة حدثت في اسرتها فذهبت لاتقدم لها بالعزاء خاصة واني كنت لا اعلم بما حدث لها الا من فترة قريبة جدا وبالطبع سألتها عن الشخص الذي توفى عندها فأخبرتني وبنبرة صوتها يملأها كثير من الحزن والاسى : انه اخي انقلبت به السيارة وهو في طريقه الي عمله منذ اسبوع حيث ان السائق كان مسرعا جدا والجو كان لا يلائم تلك السرعة
* فقلت : ياله من حادث أليم ومأساوي جدا البقاء لله ولكن مالذي جعلك تتغيبين كل هذه الفترة عن الجامعة خاصة قبل وفاة اخيك
- فأجابتني : إن ابي هو الاخر توفي في حادثة العبارة (السلام) حيث انه كان مسافرا منذ ثلاث سنوات في الخارج وقرر العودة والاستقرار معنا فى البلد الا انه غرق فى حادث العبارة
* فقلت لها :البقاء لله ادخله فسيح جناته .وسألتها وما حل بوالدتك بعد وفاة أبيك وكيف حال معيشتكم ؟ فقالت والدموع تذرف من عينيها: أمى الله يرحمها كانت مسافرة البلد لزيارة جدى وجدتى ولكنها توفت فى حادث تصادم القطارين فكانت صدمة بالنسبة لى ولم أجد أى كلمة اواسيها بها فتذكرت ان لها أخت صغيرة فقلت لها ربنا يتولاكى أنتى وأختك الصغيرة خلى بالك منها فقالت بصوت مخنوق من كثرة البكاء الله يرحمها توفت منذ شهرين فى المستشفى فهى كانت مريضة بالسرطان فسكت وأنا محرجة جدا وتمنيت أن الأرض تنشق وتبلعنى ياليتنى ما كنت ذكرتها باحد منهم فلو كنت اعلم ذلك ما كنت نطقت بولا كلمة ولكنى تذكرت أخيرا أن لها أخ يكبرها ورايته منذ فترة قليلة يمر من أمامى فقلت لها بصوت منخفض ربنا يخليلك اخوكى وربنا معاه البركة فيه هو دلوقتى فكيف حاله هو الاخر ؟ فردت بصوت حزين وهى تتنهد أين هو أخى ؟فقلت اتوفى هو الأخر ؟فقالت لا ولكنه قبض عليه من يومين وهو خارج من المسجد بعد صلاة العشاء وعرفنا أن هذه إجراءات قانون الطوارىء ولا نعلم أين مكانه ومتى سيخرج فجلست أفكر كيف تعيش هذه الغلبانة ومن يتكفل بها فتذكرت أن خالها رجل أعمال ولديه ما يكفى لإعالتها بجانب أسرته فسألتها وفى الفترة القادمة أتعيشين مع خالك فى القاهرة فردت وهى تتنهد إن خالى ترك البلد وهرب بعدما كشف الجهاز المركزى للمحاسبات ذمته المالية وإتهمته بسرقة المال العام فخاف خالى من السجن والفضيحة وسافر الى الخارج هو واسرته فأنبت نفسى على أسئلتي التى كادت أن تكون سخيفة تذكرها بالذكريات الاليمة ولكنى كنت اريد الاطمئنان عليها فحسب فوقفت من على الكرسى الذى كنت أجلس عليه وقلت لها على العموم البقاء لله بكرة إن شاء الله تتزوجى ويلهمك الصبر والسلوان فقالت امتى ومنين انتى عارفة الشقة والعفش ومصاريف الزواج دلوقتى تكلفنى كام فخطيبى عندما فكر وحسبها ولقى نفسه مش هيقدريكمل رجع لى الدبلة وقالى ان شاء الله تلاقى حظك مع الاحسن منى وساعتها انتابني شعور كبير بالاحراج منها واستأذنت لاترك المكان ولسان حالي يقول (إن لله وإن إليه راجعون)

نوفمبر 2007